محكمة ألمانية تقضي بسجن عنصر سابق في مخابرات النظام بقضية “جرائم ضد الإنسانية”
وكالة الفرات للأنباء
حكم القضاء الألماني، على ضابط الصف السابق في مخابرات نظام “الأسد”، الرقيب إياد الغريب، بالسجن أربع سنوات ونصف، بتهمة “التواطؤ في جرائم ضد الانسانية”، في إطار أول محاكمة بالعالم مرتبطة بانتهاكات النظام السوري.
ودانت المحكمة العليا في “كوبلنز”، اليوم الأربعاء، السوري إياد الغريب (44 عاماً) بتهمة المشاركة في اعتقال 30 متظاهراً على الأقل في دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية قرب دمشق، في أيلول/سبتمبر أو تشرين الاول/أكتوبر 2011، ونقلهم الى مركز اعتقال تابع لأجهزة الاستخبارات.
ومثل الغريب للمحاكمة منذ نيسان الماضي مع أنور رسلان، وهو ضابط سوري سابق، متهم بالإشراف على تعذيب المعتقلين في فرع “الخطيب”.
وتعتبر محاكمة الرجلين “معلماً قانونياً”، لأنها المرة الأولى التي تحكم فيها محكمة خارج سوريا بقضية ارتكاب مسؤولي النظام “جرائم ضد الإنسانية”.
وكان الادعاء العام الألماني، طالب بسجن الغريب خمس سنوات ونصف السنة، على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتعذيب معتقلين في فرع الخطيب “251”.
ولكن محامي الدفاع، طالب بالأخذ في الاعتبار حقيقة أن الغريب قد ساهم بمعلومات مهمة في قضية رسلان، وأنه “لم يكن أمامه خيار سوى الامتثال لأوامر رؤسائه”.
ومن بين الأدلة التي تمت مراجعتها في أثناء المحاكمة، صور آلاف ضحايا التعذيب الذين قتلوا على يد النظام، إضافة إلى شهود، انسحب اثنان منهما بسبب مخاوف بشأن أمنهما أو أمن أسرتهما.
واستمعت المحكمة الألمانية إلى شهادة على الصور من اختصاصي الطب الشرعي في كولونيا، “ماركوس روتشيلد”.
ولزم إياد الغريب خلال جلسات الاستماع التي استمرت عشرة أشهر، الصمت وأخفى وجهه عن الكاميرات، بينما أصر غريب للمحققين على أنه كان ينفذ أوامر كبار المسؤولين الذين كانوا سيؤذونه إذا رفض، ومع ذلك فقد كتب رسالة أعرب فيها عن حزنه على الضحايا.
وغادر الغريب سوريا في عام 2013، ووصل إلى ألمانيا في 2018، واعتُقل بعد عام، إلى جانب رسلان.
وخلال الفترة الماضية، كثّفت السلطات الأمنية في ألمانيا من حملاتها الأمنية لاعتقال ومحاكمة لاجئين سوريين ممن يثبت ضلوعهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا، سواء كانوا في صفوف قوات النظام السوري، أم من مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة.