وكالة الفرات للأنباء
مقالات مشابهة
في ذكراه الأربعين.. جرح حماة لم يندمل
وكالة الفرات للأنباء
حلمي عبد الرحمن
يصادف اليوم الأربعاء الثاني من شهر شباط، الذكرى السنوية الأربعين لـ”نكبة” مدينة حماة إن صح التعبير، فتلك الجراح التي سُكبت في ثمانينيات القرن المنصرم، لم تبرء بعد، على الرغم من مرور 40 عاماً.
– نكبة حماة.. وصمة عار على جبين “آل الأسد”
بعد انقلاب حافظ الأسد على الرئيس الأسبق “صلاح جديد” أواخر العام 1970، سعى “الأسد” إلى توطيد أركان حكمه بكل ما أوتي من قوة، حيث اشُتهرت حقبة السبعينات بسيطرة مطلقة لسلطة “الأسد” داخل أركان حزبه، وحكم البلاد آنذاك بالحديد والنار، ونتيجةً للظلم الذي مورس في تلك الفترة، خرجت حركات معارضة لحكم “آل الأسد”، أبرزها ما سمّيَ بتنظيم “الطليعة المقاتلة” (وهي الجناح المسلح لتيار الإخوان المسلمين)، حيث جرت مناوشات عسكرية، وقتال شوارع منذ العام 1976 على امتداد ست سنوات، إلىى أن حُسمت المعركة لصالح سرايا الدفاع بقيادة “رفعت الاسد”، الشقيق الأصغر لـ”حافظ”، وذلك نتيجة الفرق الهائل في العدة والعتاد.
– يوم أسود
بعد حشد الآلاف من عساكر وضباط من مختلف فرق وألوية “جيش النظام “، أطبقت هذه الوحدات حصاراً خانقاً على أحياء مدينة حماة، استمر لمدة 27 يوم، جرى خلالها قصف أحياء مدينة حماة بمختلف صنوف الأسلحة، حتى اختفت أحياء بأكملها بحسب مؤرخين، وانتهى الحصار بالقضاء على الحركات المناهضة لحكم “آل الاسد”، وعلى رأسها تنظيم “الطليعة المقاتلة”.
– آلاف الضحايا
قدرت صحف غربية قتلى الهجمة المسعورة على مدينة حماة بأكثر من 4000 شخص، إلا أن شهادات ناجين من الحصار أكدت أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، حيث أشاروا إلىى مقتل وفقدان أكثر من 30 ألف شخص خلال الحملة.
– لاحساب للمجرمين
على الرغم من دراية حكام الغرب (الديمقراطيين) بما حل بالسوريين في حماة، إلا أنهم اكتفوا بالشجب والتنديد، تماماً مثلما يفعلوا في هذه الفترة، (مجزرة “كيماوي الغوطة” أنموذجاً)، ولكن عزاء السوريين بأن نجاة المجرمين من العقاب في هذه الدنيا، سيقابلها عقاب إلهي لكل من سولت نفسه التطاول على العباد وظلمهم.
وماتزال ذكرى جرح حماة، تمر على السوريين كافة بحزن وبؤس شديدين، كيف لا وقد تكررت المجزرة مرات ومرات خلال سنوات الثورة السورية.
