المقاهي الشعبية في جرابلس.. ملتقى الأصدقاء ومساحة للترفيه والهرب من ضغوط الحياة ومشاكلها
وكالة الفرات للأنباء – حسن عبد الحليم المصطفى
تشتهر مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي قديماً وإلى يومنا هذا بكثرة المقاهي الشعبية فيها، حيث تنتشر في المدينة ويتجاوز عددها العشر مقاهي.
ولاتزال تلك المقاهي مقصداً لأهالي المدينة، حيث يجتمع الأصدقاء والأقارب بشكلٍ شبه يومي في مقهى إعتادوا على ارتياده، يحتسون الشاي أو القهوة ويتبادلون فيما بينهم أطراف الحديث وقد يمارسون هواياتهم في لعب الشدة أو الطاولة أو الشطرنج، وربما يشاهدون مباراة في كرة القدم.
و لأن لكبار السن جلساتهم الخاصة التي تتميز بالهدوء البعيد عن الضجيج والصخب، فلهم مقاهٍ يلتقون فيها ويتبادلون حديث الذكريات ويتشاركون الهموم، وقد يقررون الترويح عن أنفسهم بخوض جولة من لعبة قديمة ألفوها منذ ريعان الشباب كالمنقلة أو الطاولة أو الشطرنج. وليصحبهم في ذلك كأس من الشاي أو فنجان من القهوة، ولا بأس ربما بقليل من حلوى تقليدية، وطبعاً لا غنى عن سماع الأغاني القديمة.
على النقيض من ذلك فالمقاهي التي يرتادها الشباب على اختلاف فئاتهم العمرية قد يسودها الصخب والضجيج وخاصة عن مشاهدة مباراة في كرة القدم، حيث تعلو أصوات المشجعين، لكن ما تتشابه فيه تلك المقاهي جميعها هو أن لكل مرحلة عمرية في حياة الإنسان طبيعتها وتستحق أن تجد ما يلائمها حتى في الراحة و الرفاهية.
تعود جذور المقاهي في مدينة جرابلس إلى أوائل القرن المنصرم ولم يقتصر دور المقاهي في المدينة على كونها مجرد مكان يجلس فيه الناس لاحتساء كأس من الشاي أو فنجان قهوة وتبادل الأحاديث ولعب الشدة، بل يمتد دور هذه الأماكن التي تُعد بمثابة ذاكرة شعبية إلى تشكيل ثقافة ووجدان الشخصية الجرابلسية.
حيث شكلت تلك المقاهي مجالس سمر واحتكاكات مجتمعية وموروثات شعبية تشكل الثقافة الشعبية، والتي يأخذ منها الجرابلسي ميراثه الثقافي ويكّون وجدانه وشخصيته.