طفرة عمرانية وسكانية غير مسبوقة يشهدها القطاع العقاري في جرابلس.. لتتواصل مسيرة النهضة العمرانية بالمدينة
وكالة الفرات للأنباء – حسن عبد الحليم المصطفى
تشهد مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، نهضة عمرانية متسارعة في قطاع البناء والتشييد تعد الأسرع في المنطقة من حيث النمو والازدهار في المدينة والريف منذ انطلاق عملية “درع الفرات” وحتى يومنا هذا.
حيث تستمر الأعمال الإنشائية بشكل كبير ونوعي، من خلال تنفيذ مشاريع تحاكي النمو المتميز والمتسارع لاقتصاد المدينة بجميع جوانبه، وتعكس الحركة التجارية النشطة في السوق المحلية، بالإضافة لجذب الاستثمارات المباشرة في مختلف القطاعات.
واللافت في هذه النهضة أنها تشمل جميع أحياء المدينة و ريفها دون أن تقتصر على حي بعينه، بالإضافة لمشاريع مخطط لتنفيذها مستقبلاً من قبل تجار في المدينة تهدف لتوسعة المدينة بعد افتتاح سوق الهال، والذي خفف الازدحام في المدينة وجمع تجار الخضروات والفواكه في مكان واحد بالإضافة لتوفير فرص عمل لعدد كبير من الشباب.
بدأ النشاط العقاري والعمراني في مدينة جرابلس بعد انطلاق عملية “درع الفرات” بقيادة الجيش التركي والجيش السوري الحر لتطهير المنطقة من إرهاب “داعـش” ولعودة الأهالي المهجرين لمنازلهم وعودة الحياة للمدينة.
وبعد عدة سنوات من انطلاق عملية “درع الفرات” وتحرير المنطقة وتأمين الاستقرار فيها، توفرت الأرضية والبيئة المناسبة لانطلاق نهضة عمرانية وعقارية لتواكب النهضة الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها مدينة جرابلس في مختلف القطاعات والمجالات.
ففي المجال الخدمي فبُعيد تحرير المدينة بأيام قامت “وحدة دعم الاستقرار” بدعم فرن جرابلس الآلي بخط خبز بالإضافة لمولدة كهرباء ومصاريف تشغيلية للعمال وللفرن لمدة ستة أشهر وبعد ذلك عاد الفرن للعمل من جديد لتغطية احتياجات الأهالي بمادة الخبز ، كما أطلقت “وحدة دعم الاستقرار” مشروع نظافة بعدد كبير من العمال والمشرفين و تضمن المشروع دهان الأرصفة والجدران في المدينة، كما قدمت ضمن المشروع آليات ومعدات نظافة لمجلس جرابلس المحلي، لتكمل بعدها فرق و ورشات مديرية البلدية بالمجلس المحلي لمدينة جرابلس وريفها العمل في مجال تعبيد الطرق الرئيسية والفرعية وتجميل المدينة ودهان الأرصفة و الجدران وتمديد شبكة الصرف الصحي وشبكة المياه بالتعاون مع المنظمات العاملة في المدينة، ومتابعة بناء المدينة الصناعية والمشاريع الخدمية الأخرى في المدينة وريفها.
أما في قطاع التعليم ومع ازدياد عدد الطلاب وعودة الأهالي لمدينتهم، قامت وزارة التربية والتعليم التركية بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم وبعض المنظمات منذ انطلاق عملية “درع الفرات” ببناء عدد من المدارس في مدينة جرابلس وريفها وصل عددها قرابة 7 مدارس، بالإضافة لإجراء عمليات ترميم صيانة شاملة للمدارس المشيّدة سابقاً، كما اُفتتحت في المدينة معاهد جرابلس العليا التابعة لجامعة غازي عينتاب والتي أتاحت فرصة لكثير من الشباب لاستكمال دراستهم في الجامعة دون الحاجة للذهاب لمناطق النظام أو اللجوء للسفر بطريقة غير شرعية.
وفي القطاع الصحي ولمّا كانت الخدمات الطبية من مقدمة الخدمات التي تحتاجها مدينة جرابلس، فقد تم بناء مستشفى وافتتاح عدة مراكز طبية في المدينة والريف، حيث تم إنشاء مشفى ميداني بعد انطلاق عملية “درع الفرات” مباشرة، ليتم توسعتها بشكل تدريجي لتصبح مشفى متكامل وبكادر طبي يتضمن كافة الاختصاصات، و يتم فيها تقديم كافة الخدمات الطبية وإجراء العمليات الجراحية، ومع تزايد عدد السكان أصبح هناك حاجة ماسة لزيادة المراكز الطبية في المدينة والريف، فتم افتتاح مستوصف المدينة بعد إجراء عملية تأهيل وصيانة للمبنى، تلاها افتتاح مراكز صحية أخرى، انتشرت في المدينة و ريفها.
أما في المجال الدعوي والديني فقد باشرت مديرية الأوقاف والشؤون الدينية في مدينة جرابلس عملها بدعم من وقف الديانة التركي وعملت المديرية على افتتاح حلقات لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم قراءاته وعلومه، بالاضافة لبناء المساجد في مدينة جرابلس وريفها والتي بلغ عدد 130 مسجداً، وإجراء صيانة لكافة مساجد المدينة والريف بالإضافة لافتتاح رياض للأيتام، وافتتاح مبنى جديد لمديرية الأوقاف.