تزامناً مع يوم الطفل العالمي.. الشبكة السورية توثق مقتل أكثر من 30 ألف طفل على يد أطراف النزاع في سوريا منذ آذار 2011
وكالة الفرات للأنباء
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل أكثر من 30 ألف طفل على يد أطراف النزاع في سوريا منذ شهر آذار 2011، بينهم 198 طفلاً قضوا تحت التعذيب، إضافة إلى استمرار اعتقال أو إخفاء 5229 طفلاً.
وتزامناً مع اليوم العالمي للطفل، قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير، اليوم الاثنين، إن قوات نظام “الأسد” كانت مسؤولة عن مقتل أكثر من 23 ألف طفل، والقوات الروسية عن قتل 2049.
وأضاف التقرير أن “جميع أطراف النزاع انتهكت حقوق الطفل” في سوريا، إلا أن قوات نظام “الأسد “تفوقت على جميع الأطراف من حيث كم الجرائم التي مارستها على نحو نمطي ومنهجي.
وأظهر تحليل البيانات أن نظام “الأسد” مسؤول عن قرابة 77 بالمئة من عمليات القتل خارج نطاق القانون، ووفقاً للمؤشر التراكمي لحصيلة الضحايا فإنَّ عام 2013 كان الأسوأ من حيث استهداف الأطفال بعمليات القتل تلاه عام 2012 ثم 2014 ثم 2016.
وحمل التقرير، اللجنة المعنية بحقوق الطفل والمنبثقة عن اتفاقية حقوق الطفل، المسؤوليات القانونية والأخلاقية عن متابعة أوضاع حقوق الطفل في سوريا، ووضع حد للانتهاكات التي يمارسها النظام السوري.
وكشف التقرير عن قيام النظام السوري بإخضاع الأطفال للمحاكم الاستثنائية كمحكمة الميدان العسكرية ومحكمة قضايا الإرهاب دون تخصيص قاضي أحداث خاص بهم باستثناء حالات قليلة معدودة، وصدرت بحقهم العديد من الأحكام القاسية بالسجن لأعوام طويلة وحتى الإعدام. مشيراً إلى أنه تم تسجيل العديد من الحالات التي تم فيها اعتقال الأطفال وهم في عقد حياتهم الأول وأفرج عنهم وهم بالغون.
وقال فضل عبد الغني، المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان: “لقد تبين لنا من خلال قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان الممتدة على مدى 13 عاماً، أنَّ انتهاكات النظام السوري بحق الأطفال في سوريا كانت في قسم كبير منها مقصودة ومدروسة، وتهدف إلى إيقاع أكبر ألم ممكن بحق الأهالي والأحياء والقرى التي عارضت نظام الأسد وطالبت بضرورة التغيير السياسي”، مضيفاً أن النظام لم يكتف بقصف واعتقال الرجال بل تعمد في كثير من الأحيان استهداف أغلى ما لديهم وهم أطفالهم بهدف ردعهم، وإرهابهم، وكذلك إرسال رسالة تهديد إلى أحياء ومناطق أخرى من خطورة الانضمام إلى المطالبة بالتغيير السياسي، وهذا ما يفسر القصف المتكرر للمدارس ورياض الأطفال.
كذلك سجل التقرير ما لا يقل عن 1493 حالة تجنيد لأطفال ضمن صفوف قوات النظام السوري يتوزعون إلى 1167 ذكراً و326 أنثى، وتسببت عمليات تجنيد الأطفال من قبل قوات النظام في مقتل ما لا يقل عن 67 طفلاً منهم في ميادين القتال، فيما سجل تسريح قرابة 109 أطفال من مجمل حالات التجنيد.
ولا يزال ما لا يقل عن 1317 طفلاً قيد التجنيد لدى قوات النظام يتوزعون إلى 1083 ذكراً و234 أنثى، وتشمل جميع حالات التجنيد المسجلة من هم دون سن 18 عاما طوال الأعوام الماضية.
وأشارت الشبكة إلى أن قوات النظام السوري عبر الميليشيات المحلية والأجنبية التابعة لها، مسؤولة عن قرابة 65 بالمئة من حصيلة عمليات التجنيد بحق الأطفال، تليها ميليشيات “PKK/PYD” التي يشكل الأطفال جزءا أساسيا من قواتها.
وشددت الشبكة السورية لحقوق الإنسان على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الممكنة قانونياً وسياسياً ومالياً بحق النظام السوري وحلفائه، وبحق جميع مرتكبي الانتهاكات في النزاع السوري للضغط عليهم للالتزام باحترام حقوق الأطفال، والوفاء بالالتزام بالتبرعات المالية التي تم التعهد بها، ومساعدة دول الطوق وتقديم كل دعم ممكن لرفع سويِّة التعليم والصحة في هذه الدول التي تحتضن العدد الأعظم من الأطفال اللاجئين، وإيجاد آليات لوقف قصف المدارس وحمايتها، والعمل على خلق بيئة تعليمية آمنة.