جمهور عندان والخان والثورة
وكالة الفرات للأنباء – حلمي عبد الرحمن
ما أن تضع قدميك في ملعب إدلب البلدي، حتى تشد أسماعك هتافات الجماهير بتشجيع النادي الذي قطعوا مسافات طويلة لتشجيعه، وفي هذه اللحظات يرتفع حماس الجماهير بتحية لاعبي فريقهم ويرددون الأهازيج الداعمة لهم.
أثناء لقاء خان شيخون ونادي عندان في نهائي كأس شهداء سوريا قبل يومين، لفت انتباهي هتاف جمهوري الفريقين لأكثر من نصف ساعة وهو يردد أناشيد وشعارات الثورة السورية (“جنة يا وطنا”، “حانن للحرية…”) في مشهد أعاد إلى ذهني البدايات الأولى للثورة السورية.
ورغم انقسام آراء الفريقين الكروية، أذهلني ترديد نفس الشعارات والأهازيج التي تمجد الثورة، وكأن الجمهورين يشجعان الفريق ذاته، هذا الأمر أكد لي مجدداً أن الحياة قد تفرقنا اجتماعياً وثقافياً ورياضياً في بعض الأحيان، إلا أن القاسم الوحيد هو حب الثورة والوطن.
وعلى اعتبار أن هذه الزيارة هي الأولى لي لملعب إدلب، أكد لي بعض الأصدقاء أن شعارات الثورة حاضرة في كل المباريات بقوة، وهو ما زاد دهشتي بشكل كبير، وأنا هنا لا أقول إن ترديد هتافات الثورة بين الجماهير أمر غريب، ولكن أقصد أن تستمر لأكثر من نصف المباراة فهذا يؤكد ارتباط تلك الجماهير بالثورة.
وللمفارقة أن النهائي كان بين أهالي مدينتين تعرضتا للتهجير على يد نظام الأسد، ليبعث بذلك الجمهور رسائل قوية مفادها أنه رغم الظروف الصعبة إلا أن الثورة مستمرة حتى الخلاص من “زمرة الأسد”.
في الواقع، أن ما رُدد في مباراة فارس الجنوب وأخضر عندان يُردد في كل ملاعب مناطقنا المحررة، حيث كانت جماهير الثورة حاضرة وبقوة في جميع المباريات، متمسكة بأمل الحرية والانتصار.
ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن الشعب السوري، رغم كل المعاناة والصعوبات، لا يزال يحمل في داخله روح الثورة والحرية، وهو ما ظهر جلياً في مباراة نهائي كأس شهداء سوريا بين عندان والخان.