11 عاماً على كيماوي الغوطة؛ ومازال الجلاد حراً طليقاً
وكالة الفرات للأنباء – حلمي عبد الرحمن
في ساعات الصباح الأولى من يوم 21 آب عام 2013، استيقظ العالم على فاجعة جديدة في سوريا، حيث ارتكب نظام الأسد واحدة من أبشع المجازر في تاريخ البلاد المعاصر؛ مجزرة الغوطة، التي لا تزال حتى اليوم جرحاً نازفاً في ذاكرة السوريين ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي.
أجواء من الرعب:
بأوامر من أعلى المستويات في نظام الأسد، انطلقت صواريخ محملة بغاز السارين السام باتجاه مناطق مكتظة بالسكان في الغوطة الشرقية، حيث قامت قوات من اللواء 155 والمتركزة في منطقة القلمون وابتداء من الساعة 2:31 فجراً بالتوقيت المحلي بإطلاق 16 صاروخاً، وبعد ساعة من ذلك سقطت صواريخ أخرى على الجهة الشرقية من مدينة زملكا بدمشق، وفي الساعة 2:40 فجراً استهدف القصف بلدة عين ترما بصواريخ أصابت منطقة الزينية، وبعد دقيقتين، تم إطلاق 18 صاروخاً استهدفت مناطق الغوطة الشرقية بدمشق، فسقط صاروخ بين زملكا وعربين، واستمر إطلاق الصواريخ حتى الساعة 5:21 فجراً، بسقوط صاروخين، استهدفا مدينة المعضمية في الغوطة الغربية، وقد بدأ وصول الحالات إلى المستشفيات من الساعة 6:00 صباحاً
خلال دقائق تحولت الشوارع والأزقة إلى مسرح للرعب والموت، مئات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، قضوا اختناقًا وهم في منازلهم، عاجزين عن النجاة أو حتى الاستيعاب الكامل لما يحدث.
السكوت الدولي:
رغم هول المشهد وانتشار صور الضحايا في وسائل الإعلام العالمية، بقي المجتمع الدولي عاجزاً عن اتخاذ موقف حازم، واقتصر المشهد على إدانات بعض الدول للحادثة، ولكنها لم تتجاوز حدود الإدانة الكلامية، إذ كانت الغوطة رمزاً لفشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين من وحشية نظام الأسد
أثر المجزرة:
أثارت مجزرة الغوطة التي راح ضحيتها ما يزيد عن 1400 نسمة موجة من الغضب والحزن في مختلف أنحاء العالم، لكن ذلك لم يوقف معاناة السوريين، فقد استمرت المعارك والقصف، وكأن الغوطة لم تكن سوى فصل آخر في مسلسل الدم والدمار الذي يعاني منه الشعب السوري منذ سنوات، ولم تكن المجزرة فقط جريمة حرب، بل كانت دليلاً صارخاً على انهيار الإنسانية في ظل صمت العالم وتخاذله.
الغوطة: جرح لا يندمل:
تمر السنوات وتبقى ذكرى الغوطة حيّة في قلوب السوريين، وكانت نقطة تحول في مسار الثورة السورية، حيث أدرك الكثيرون أن معركتهم ليست فقط ضد نظام مستبد، بل ضد عالم فقد بوصلته الأخلاقية.
في النهاية، تظل مجزرة الغوطة شاهداً على الظلم والقسوة التي تعرض لها الشعب السوري، وعبرة لكل من يعتقد أن دماء الأبرياء يمكن أن تُنسى أو تُغفر بمرور الزمن.