ظاهرة التنمر على الوالدين في مواقع التواصل الاجتماعي تحت غطاء ‘الكوميديا’: انحدار خطير في القيم الاجتماعية
وكالة الفرات للأنباء – حلمي عبد الرحمن
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة مثيرة للقلق في مجتمعاتنا، تتمثل في تحول التهكم والسخرية من الوالدين إلى ما يُسمى بـ”الكوميديا”، ويبدو أن هذا الاتجاه بدأ ينتشر بشكل متزايد بين الشباب، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم تصوير ونشر مقاطع فيديو تظهر سلوكيات تنطوي على سخرية واستهزاء من الوالدين تحت ذريعة “الفكاهة”.
ورغم أن البعض قد يعتبر هذه الأفعال مجرد مزاح، إلا أن تأثيرها يتجاوز حدود الترفيه ليصل إلى درجة الإساءة الفعلية، التي تُضعف من العلاقة الأسرية وتؤدي إلى تقليل الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة، ومن المؤسف أن هذا النوع من المحتوى يجذب العديد من المتابعين والمشاهدات، مما يعزز من انتشاره ويحفز الآخرين على تقليده دون التفكير في العواقب.
يرى الخبراء النفسيون أن هذه الظاهرة تعكس ضعفاً في القيم الاجتماعية واحترام الكبير، وهي مشكلة قد تؤدي إلى تفكك النسيج الأسري وزيادة الفجوة بين الأجيال، وتكمن خطورة الأمر في أنه يساهم بتربية جيل جديد يتعامل مع والديه على أنهما مصدر للتسلية، وليس كرمزٍ للاحتضان والرعاية.
من الضروري التوعية بمخاطر هذه الظاهرة على الصعيدين النفسي والاجتماعي، والحث على العودة إلى القيم التي تربينا عليها والتي تضع للوالدين مكانة خاصة من الاحترام والتقدير، كما ينبغي أن نعمل جميعاً، سواء كأفراد أو كجماعات، على مواجهة هذه الظاهرة والتأكيد على أن الكوميديا الحقيقية لا تأتي على حساب العلاقات الأسرية أو الاحترام المتبادل.
قد يكون الحل في تنمية الحوار بين أفراد المجتمع، وتشجيع المحتوى الإيجابي الذي يقوي الروابط الأسرية بدلاً من السخرية منها، كما يمكن للمؤسسات الإعلامية والمجتمعية لعب دورٍ فاعل في تسليط الضوء على هذه الظاهرة وتوجيه رسالة واضحة بضرورة وقف هذه الممارسات المسيئة.