تدوير الحديد في الشمال السوري: فوائد اقتصادية وبيئية، وتوفير فرص للعمل
وكالة الفرات للأنباء – حلمي عبد الرحمن
في ظل ظروف الحرب والصعوبات الاقتصادية في الشمال السوري، ظهرت معامل تدوير الحديد كأحد الحلول المهمة للمساهمة في تحسين الواقع البيئي والاقتصادي، حيث يعتبر تدوير الحديد من العمليات الحيوية التي تساعد في استعادة المعادن من الخردة المعدنية وإعادة استخدامها في صناعات مختلفة، الأمر الذي يقلل الاعتماد على استيراد المواد الخام
تبدأ عملية تدوير الحديد بجمع الخردة من مناطق مختلفة، سواء كانت من بقايا المباني المدمرة أو المعدات التالفة، ثم يتم فرز هذه الخردة بحسب نوعها، قبل أن تُنقل إلى معامل مخصصة لصهر الحديد تنتشر عادة قي المدن الصناعية، ويتم بعدها تسخين هذه الخردة لدرجات حرارة عالية حتى تتحول إلى سائل، ثم تُنقى من الشوائب قبل أن يُعاد تشكيلها على شكل سبائك أو قضبان حديدية تُستخدم في صناعات متنوعة
يقدم تدوير الحديد فوائد كبيرة للشمال السوري، حيث يساعد في تقليل حجم النفايات المعدنية المتراكمة في المناطق السكنية والزراعية، كما يُعد توفير الحديد المعاد تدويره بديلاً أقل تكلفة من استيراد الحديد الجديد، إضافة إلى ذلك، يساهم تدوير الحديد في توفير فرص عمل جديدة للأهالي في المنطقة، وخاصةً في مجالات جمع الخردة والصهر والتصنيع.
ورغم الفوائد الكبيرة، إلا أن عملية تدوير الحديد في الشمال السوري تواجه العديد من المصاعب، من أبرز هذه المصاعب نقص المعدات المتقدمة اللازمة لعملية الصهر والمعالجة، كما أن حالة الطرق والبنية التحتية تعيق عمليات نقل الخردة والمواد المعاد تدويرها بين المناطق، أضف إلى ذلك قلة الوعي حول أهمية تدوير المعادن
وفي الختام يبقى تدوير الحديد في الشمال السوري مبادرة جيدة رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها، كونها تعود بفوائد اقتصادية هامة للمناطق المحررة، مثل الاستفادة قدر الإمكان من الموارد المتوفرة، وكذلك كون المهنة توفر العديد من فرص العمل لفئة الشباب على وجه التحديد، في ظل ندرة فرص العمل في المنطقة.